عاممقالات

اهتموا بثقافة أبنائنا

الواقع يدل أن البون شاسع في نسبة إتقان اللغة العربية بين أبناء المدارس المصريه، فالأمية، والفقر، وانشغال الوالدين، كلها عوامل تسببت بتدهور قدرة طلابنا على الكتابة أو التكلم بها. فضلاً عن القراءة والتي ضعفت عند أبنائنا بفضل استخدام التكنولوجيا متمثلة في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والانترنت مما يبعدنا عن الكتاب والقراءات الحرة التى كانت تشغل بال وفكر جيلنا والأجيال السابقة.

وتداول اللهجات المحلية أو اللغات الأجنبية التي هيمنت بشكل ملحوظ في العديد من البيئات المختلفة، فأصبحت اللغة الإنجليزية أهم من اللغة العربية للحصول على فرص عمل أو حتى لدراسة الفروع العلمية في معظم الجامعات.

إضافة إلى ذلك كله، فإن الطريقة التقليدية المعتادة في تدريس مادة اللغة العربية في المدارس أدت إلى انتشار ظاهرة كره اللغة العربية أو الملل من مادة اللغة العربية وربطها بالتعقيد وفصلها عن كل ما له علاقة بالأمور العلمية والتكنولوجية الحديثة.

ولذلك، بعيداً عن الحلول الرسمية، يجب على المدرسين والمسؤولين عن النظام التعليمي تحديث مناهج مادة اللغة العربية لكي تتماشى مع تطورات هذا العصر واستبدال الطرق التقليدية بطرق فعالة.

ويجب على المعلم الفطن استخدام كل ما من شأنه أن يحبب الطلاب في المادة بوسائل وإسترتيجيات مختلفة تصل بهم لعشق لغة الأجداد، فعلى سبيل المثال لا داعي للتركيز على حفظ قواعد النحو والإعراب بشكل معقد ولكن يجب تبسيط الفكرة وتدريسها بطريقة أكثر سلاسة وتسلية للطلاب، عن طريق الاستعانة بوسائل التكنولوجيا، وتوظيفها بما يناسب درسه كما يجب الاعتماد أكثر على تطوير المهارات السماعية والكتابية.

ولابد من العودة لثقافة القراءة سواء الروايات أو المقالات ومتابعة الصحف والمجلات والدوريات، وتشجيع الطلاب على الكتابة، وأن تهتم المدرسة بالأنشطة الإبداعية مثل الخط العربي وإلقاء الشعر والمسرح المدرسي والصحافة المدرسية والإذاعة.

وهذا ما حدث في منهج الصف الأول الإعدادي والذي يحتاج إلى معلم يفهم فلسفة التغيير، فيمكن مثلاً أن يُطلب من طلاب المرحلة الإعدادية قراءة بعض الروايات بالعربية ومن ثم كتابة ملخص أو تحليل للرواية وشخصياتها الرئيسة ومواطن الجمال والإبداع فيها.

وهذا يعني الاهتمام أكثر بكتابة المواضيع الإنشائية وزيادة النقاش والتحاور بين الطلاب والمدرس حول رواية أو مقالة محددة وما إلى ذلك، فتعويد الطلاب على القراءة والكتابة والمناقشة والتحليل بلغتهم يعتبر أحد أكثر الطرق فعاليةً في تعليم اللغة الأم في المدارس.

ولابد من تعزيز قدرة الطلاب على التحدث بالفصحى بشكل واضح وسليم عن طريق التمرينات الشفوية، مثل القيام بتقديم عروض والتحدث أمام المدرس والطلاب وما شابه ذلك.

إن هذه الأجيال يمكن أن تكون أكثر حظا منَّا لو جمعت بين الثقافتين الورقية والتكنولوجية.

هذه دعوة يمكن أن تجد صداها لو انتشرت في المحافل العلمية وأروقة ومنتديات المجتمعات العامة وبالأخص لو تبنى أولياء الأمور تلك الأفكار بما يعود أثره على أبنائنا.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى